الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **
قلت: وقد تقدمت أمارات الساعة في كتاب الفتن. 18305- عن أبي الزعراء قال: ذكروا عند عبد الله - يعني ابن مسعود - الدجال فقال: يفترق الناس ثلاث فرق: فرقة تتبعه، وفرقة تلحق بأرض آبائها منابت الشيح، وفرقة تأخذ شط هذا الفرات، فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بغربي الشام، فيبعثون إليه طليعة، فيهم فارس على فرس أشقر أو أبلق، فيقتلون لا يرجع إليهم بشيء. قال عبد الله: ويزعمون أن المسيح ينزل فيقتله، قال: ولم أسمعه يحدث عن أهل الكتاب حديثاً غير هذا، ثم يخرج يأجوج ومأجوج فيمرون في الأرض فيفسدون فيها. ثم قرأ عبد الله: تقوم الساعة على شرار الناس، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه، فلا يبقى خلق من خلق الله إلا مات إلا من شاء ربك، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس في الأرض شيء من بني آدم خلق إلا في الأرض منه شيء، ثم يرسل الله ماء من تحت العرش يمني كمني الرجال، فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الري. ثم قرأ عبد الله: حتى يمر المسلمون، فيلقاهم فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله لا نشرك به شيئاً، فينتهرهم مرة أو مرتين: من تعبدون؟ فيقولون: سبحان الله! إذا اعترف لنا عرفناه، فعند ذلك ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم، فيمر الناس بأعمالهم زمراً، أوائلهم كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كأسرع البهائم. قال: ثم كذلك حتى يجيء الرجل سعياً، حتى يجيء الرجل مشياً، حتى يجيء آخرهم رجل يتلقى على بطنه فيقول: يا رب أبطأت بي، فيقول: أبطأ بك عملك. ثم يأذن الله جل ذكره في الشفاعة، فيكون أول شافع يوم القيامة جبريل، ثم إبراهيم ثم موسى - أو قال: عيسى - . قال سلمة: ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم رافعاً لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه، وهو المقام المحمود الذي وعده الله: ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون، فيشفعهم الله، ثم يقول: أنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمة الله، حتى ما يترك فيها أحداً فيه خير، ثم قرأ عبد الله: قال سفيان بيده وعقد أربعاً، وعقد أربع أصابع، ووصفه أبو نعيم. وقال عبد الله: ترون في هؤلاء أحداً فيه خير؟ فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحداً، غيّر وجوههم وألوانهم، فيجيء الرجل من المؤمنين فيشفع، فيقال له: من عرف أحداً فليخرجه، فيجيء بالرجل فينظر فلا يعرف أحداً، فيقول الرجل للرجل: يا فلان أنا فلان، فيقول: ما أعرفك، فيقولون: رواه الطبراني وهو موقوف مخالف للحديث الصحيح وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أول شافع". 18306- عن أبي مرية عن النبي صلى الله عليه وسلم - أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: "النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق" - أو قال: - "رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق، ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخان". رواه أحمد على الشك فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل ورجاله ثقات وإن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند ورجاله ثقات. 18307- وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى جبهته، وأصغى السمع متى يؤمر؟". قال: فسمع بذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل". رواه أحمد والطبراني ورجاله وثقوا على ضعف فيهم. 18308- وعن ابن عباس في قوله عز وجل: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ؟". فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف نقول؟ قال: "قولوا: حسبنا لله ونعم الوكيل، على الله توكلنا". رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار عنه وفيه عطية العوفي وهو ضعيف وفيه توثيق لين. 18309- وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من صباح إلا وملكان يناديان: سبحان الملك القدوس. وملكان يناديان: اللهم أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً. وملكان موكلان بالصور، ينتظران متى يؤمران فينفخان. وملكان يناديان: يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر. وملكان يناديان: ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال". قلت: روى ابن ماجة طرفاً منه. رواه البزار وفيه خارجة بن مصعب الخراساني وهو ضعيف جداً، وقال يحيى بن يحيى: مستقيم الحديث، وبقية رجاله ثقات. 18310- وعن عبد الله بن الحارث قال: كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر، فذكر إسرافيل، فقالت عائشة: يا كعب أخبرني عن إسرافيل، فقال كعب: عندكم العلم، قالت: أجل، قالت: فأخبرني، قال: له أربعة أجنحة: جناحان في الهواء، وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله، والقلم على أذنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة، وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب للأخرى، فالتقم الصور محني ظهره، وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور. فقالت عائشة: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. 18311- عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس، فلا تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء، ثم ينادي مناد: يا أيها الناس، أتى أمر الله فلا تستجعلوه". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فوالذي نفسي بيده إن الرجلين ينشران الثوب فلا يطويانه وإن الرجل ليمدر حوضه فلا يسقي منه شيئاً أبداً، والرجل يحلب ناقته فلا يشربه أبداص". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله مولى المغيرة وهو ثقة. 18312- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتقم الساعة والرجلان ثوبهما لا يطونانه ولا يتبايعانه، ولتقم الساعة والرجل قد رفع لقمته إلى فيه لا يطعمها، ولتقم الساعة والرجل يلط حوضه فلا يسقي منه". قلت: هو في الصحيح خلا قوله: "والرجل قد رفع لقمته لا يطعمها". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 18313- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتقمصن بكم قماص البكر". - يعني الأرض - . رواه البزار ورجاله ثقات. 18314- وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يأكل التراب كل الإنسان إلا عجب ذنبه". قيل: وما مثله يا رسول الله؟ قال: "مثل حبة خردل منه تنبتون". رواه أحمد وإسناده حسن. 18315- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما هلك قوم لوط إلا في الأذان، ولا تقوم الساعة إلا في الأذان". قال الطبراني: معناه عندي والله أعلم: في وقت أذان الفجر، وهو وقت الاستغفار والدعاء. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير آدم بن علي وهو ثقة. 18316- عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما يبعث المسلمون يوم القيامة على النيات". رواه أبو يعلى في الكبير وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. 18317- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل نفس تحشر على هواها، فمن هوى الكفر فهو مع الكفرة، ولا ينفعه عمله شيئاً". رواه الطبراني في الأوسط. 18318- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم محشورون حفاة عراة غُرْلاً". رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن شبة وهو ثقة. 18319- وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الناس يوم القيامة مشاة حفاة غُرْلاً". قيل: يا رسول الله ينظر الرجال إلى النساء؟ فقال: "لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه". رواه الطبراني في والكبير باختصار عنه، وفيهما إبراهيم بن حماد بن أبي حازم ضعفه الدارقطني، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح. 18320- وعن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة". فقالت أم سلمة: يا رسول الله واسوءتاه! ينظر بعضنا إلى بعض؟ فقال: "شُغل الناس". قلت: ما شغلهم؟ قال: "نشر الصحائف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل". رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن موسى بن أبي عياش وهو ثقة. 18321- وعن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة". فقالت امرأة: يا رسول الله فكيف يرى بعضنا بعضاً؟ فقال: "إن الأبصار شاخصة". فرفع بصره إلى السماء، فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يستر عورتي، قال: "اللهم استر عورتها". رواه الطبراني وفيه سعيد بن المرزبان وهو ضعيف وقد وثق. 18322- وعن سودة بنت زمعة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبعث الناس حفاة عراة غُرْلاً، قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان". فقلت: يبصر بعضنا بعضاً؟ فقال: "شغل الناس، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عباس وهو ثقة. 18323- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة على الدواب ليوافوا المحشر، ويبعث صالح على ناقته، ويبعث أبنائي الحسن والحسين على ناقتي العضباء، وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها، ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنة فينادي بالأذان محضاً، وبالشهادة حقاً، حتى إذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله شهد له المؤمنون من الأولين والآخرين، فقُبلت ممن قبلت، ورُدت على من ردت". رواه الطبراني في الصغير والكبير ولفظه: "يُحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا من يؤمهم للمحشر، ويُبعث صالح على ناقته، وأُبعث على البراق، ويبعث أبنائي الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنة". وفيها أبو صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق، وعثمان بن يحيى بن صالح المصري كذلك، وبقية رجالهما رجال الصحيح. 18324- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في القبور ولا في النشور، كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن". رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. 18325- وعن سليم بن عامر الكلاعي قال: قلنا للمقدام بن معدي كرب الكندي: يا أبا كريمة إن الناس يزعمون أنك لم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بلى والله لقد رأيته، ولقد أخذ بشحمة أذني هذه وأنا أمشي مع عم لي، ثم قال لعمي: "أترى أنه يذكره؟". قلنا: يا أبا كريمة حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعته يقول: "يُحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة في خلق آدم، وقلب أيوب وحسن يوسف مرداً مكحلين". فقلنا: يا رسول الله فكيف بالكافر؟ قال: "يغلظ للنار حتى يكون غلظ جلده أربعين ذراعاً، وقريضة الناب من أسنانه مثل أحد". رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن. 18326- وعن المقدام بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُحشر الناس ما بين السقط إلى الشيخ الفاني أبناء ثلاث وثلاثين في خلق آدم وحسن يوسف وقلب أيوب، مكحلين ذوي أفانين". رواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي وهو ضعيف وفيه توثيق لين. 18327- وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يبعث الله يوم القيامة ناساً في صور الذر، يطؤهم الناس بأقدامهم، فيقال: ما هؤلاء في صور الذر؟ فيقال: هؤلاء المتكبرون في الدنيا". رواه البزار وفيه القاسم بن عبد الله العمري وهو متروك. 18328- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُحشر المتكبرون يوم القيامة في صور الذر". رواه البزار وفيه من لم أعرفه. 18329- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت ما أكل أكلة ولا شرب شربة إلا وهو يبكي ويضرب على صدره". رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إبراهيم بن هراسة وهو متروك. 18330- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما الموت فيما بعده إلا كنطحة عنز". رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم. 18331- وعن عبد العزيز العطار عن أنس بن مالك - لا أعلمه إلا رفعه - قال: "لم يلق ابن آدم شيئاً منذ خلقه الله عز وجل أشد عليه من الموت، ثم الموت أهون مما بعده، وإنهم ليلقون من هول ذلك اليوم شدة حتى يلجمهم العرق، حتى إن السفن لو أجريت فيه لجرت". رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد، ورواه أحمد باختصار عنه ولم يشك في رفعه، وإسناد جيد. 18332- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد". فذكر الحديث وقد تقدم في كتاب التوبة في طول العمر. رواه أحمد والبزار وإسنادهما جيد. 18333- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم". رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن أبي الصهباء ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا، وبقية رجاله ثقات. 18334- وعن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل، ويزداد في حرها كذا وكذا يغلي منها الهوام كما يغلي القدور يعرقون فيها على قدر خطاياهم، فمنهم من تبلغ إلى كعبيه ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمهم العرق". رواه أحمد و الطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير القاسم بن عبد الرحمن وقد وثقه غير واحد. 18335- وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ إلى العجز، ومنهم من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ عنقه، ومنهم من يبلغ وسط فيه - وأشار بيده ألجمها فاه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير هكذا - ومنهم من يغطيه عرقه - وضرب بيده وأشار - ". رواه أحمد و الطبراني وإسناد الطبراني جيد. 18336- وعن سعيد بن عمير الأنصاري قال: جلست إلى عبد الله بن عمر وأبي سعيد فقال أحدهما لصاحبه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه: "يبلغ العرق [من الناس] يوم القيامة". فقال أحدهما: "إلى شحمته". وقال الآخر: "يلجمه". فحط ابن عمر وأشار أبو عاصم بإصبعيه من شحمة أذنه إلى فيه، فقال: ما أرى ذلك إلا سواء. قلت: حديث ابن عمر في الصحيح. رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير سعيد بن عمير وهو ثقة. 18337- وعن المقدام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تدنو الشمس يوم القيامة حتى تكون من الناس قدر ميل، ويزاد في حرها فتصحرهم، فيكونون في العرق بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه العرق إلى كعبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاماً". ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى فيه. رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد عرق الحمصي ولم أعرفه، وبقية رجاله حديثهم حسن. 18338- وعن محمد بن فرات قال: اختصم إلى محارب رجلان، قال: فشهد على أحدهما رجل، فقال المشهود عليه: والله ما علمت أنه لرجل صدق، ولئن سألت عنه ليحمدن أو ليزكين، ولقد شهد علي بباطل ولا أدري ما اجتراؤه على ذلك؟ فقال له محارب بن دثار: يا هذا اتق الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار، وإن الطير يوم تضرب بأجنحتها وترمي ما في أجوافها ما لها طلبة". والنبي صلى الله عليه وسلم يعظ رجلاً. قلت: قصة شاهد الزور رواها ابن ماجة. رواه أبو يعلى و الطبراني باختصار عنه إلا أنه قال: "وتطرح ما في بطونها وليست عليها مظلمة فاتقه". وفي إسناده محمد بن الفرات وهو كذاب. 18339- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: الأرض كلها نار يوم القيامة، والجنة من ورائها كواعبها وأكوابها، والذي نفس عبد الله بيده، إن الرجل ليفيض عرقاً حتى تسيخ في الأرض قامته، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسه الحساب. قالوا: مم ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: مما يرى الناس يلقون. رواه الطبراني موقوفاً ورجاله رجال الصحيح. 18340- عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينصب للكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا، وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة". رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ما فيه من ضعف. 18341- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول: يا رب أرحني ولو إلى النار". 18342- وفي رواية موقوفة: "إن الكافر". رواهما الطبراني في الكبير بإسنادين، ورواه في الأوسط. 18343- وفي رواية فيهما أنه قال: "إن الكافر ليحاسب يوم القيامة حتى يلجمه العرق". 18344- وفي رواية في الأوسط أيضاً: "إن الكافر ليلجم بعرقه من شدة ذلك اليوم حتى يقول". ورجال الكبير رجال الصحيح، وفي رجال الأوسط محمد بن إسحاق وهو ثقة لكنه مدلس. ورواه أبو يعلى مرفوعاً بنحو الكبير. 18345- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول: يا رب إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد، وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب". رواه البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف جداً. 18346- عن معاذ بن جبل قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "يُبعث المؤمنون يوم القيامة جرداً مرداً مكحلين بني ثلاثين سنة". رواه أحمد وإسناده حسن إلا أن شهراً لم يدرك معاذ بن جبل. قلت: وقد تقدم حديث المقدام بن معدي كرب بنحوه في باب كيف يحشر الناس إلا أنه قال: "أبناء ثلاث وثلاثين سنة، في خلق آدم وحسن يوسف وقلب أيوب". وإسناده جيد. وقد تقدم حديث المقدام بن الأسود بمعناه. 18347- عن أبي سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول الله "والذي نفسي بيده، إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا". رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ضعف في راويه. 18348- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبد الله بن خالد وهو ثقة. 18349- وعن عبد الله بن عمرو أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث، فقال: "سل عما شئت". قال: كم مقام الناس بين يدي رب العالمين يوم القيامة؟ وما يشق على المؤمن في ذلك المقام؟ وهل بين الجنة والنار منزل؟ فقال: "أما قولك: كم مقام الناس بين يدي رب العالمين؟ فألف سنة، لا يؤذن لهم. وأما قولك: ما يشق على المؤمن في ذلك المقام؟ فإن المؤمنين فريقان: فأما السابقون فكالرجلين تناجياً فطالت نجواهما ثم انصرفا فأدخلا الجنة". فقلت: ما أيسر هذا! "أما قولك: هل بين الجنة والنار منزل؟ فإن بينهما حوضي شرفاته على الجنة، وتضرب شرفاته على النار، طوله شهر، وعرضه شهر، أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه أقداح من فضة وقوارير، من شرب منه كأساً لم يجد عطشاً ولا حزناً حتى يقضى بين الناس". قلت: له حديث فيه ذكر الحوض في الصحيح. رواه الطبراني وفيه هشام بن بلال ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. 18350- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تجتمعون يوم القيامة فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيقومون فيقول: ماذا عملتم؟ فيقولون: ربنا ابتلينا فصبرنا، ووليت الأمور والسلطان غيرنا. فيقول الله جل ذكره: صدقتم - أو نحو هذا - فيدخلون الجنة قبل الناس بزمان. ويبقى شدة الحساب على ذوي الأمور والسلطان". قالوا: فأين المؤمنون يومئذ؟ قال: "يوضع لهم منابر من نور، يظلل عليهم الغمام، يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي كثير الزبيدي وهو ثقة. 18351- وعن لقيط بن عامر أنه خرج وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له: نهيك بن عاصم بن المنتفق. قال لقيط: خرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيباً فقال: "أيها الناس إني خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم، ألا فهل من امرئ بعثه قومه؟". فقالوا: أعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. "ألا ثم لعلة يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال، ألا إني مسؤول: هل بلغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، ألا اجلسوا". فجلس الناس. فقمت أنا وصاحبي، حتى إذا فرغ لنا فؤداه وبصره قلت: يا رسول الله ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله وهز رأسه، وعلم أني أبتغي لسقطه، قال: "ضن ربك عز وجل بمفاتيح الخمس من الغيب لا يعلمها إلا الله". وأشار بيده، قلت: وما هي؟ قال: "علم المنية، وقد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم ما في غد أنت طاعم، ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث يشرف عليكم أزلين مشفقين، فيظل يضحك، قد علم أن غيركم إلي قريب". قال لقيط: لن نعدم من رب يضحك خيراً. "وعلم يوم الساعة". قلت: يا رسول الله علمنا مما تعلم الناس، فإنا من قوم لا يصدقون تصديقنا أحداً من مذحج التي تربو علينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها. قال: "تلبثون ما لبثتم، ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه وسلم، ثم تلبثون ما لبثتم، ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات، والملائكة الذين مع ربك عز وجل، وأصبح ربك عز وجل يطيف في الأرض، وخلت عليه البلاد، فأرسل ربك عز وجل السماء بهضب (بمطر) من عند العرش، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصدع قتيل، ولا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه حتى تخلقه من عند رأسه، فيستوي جالساً يقول ربك: مهيم لما كان فيه، يقول: يا رب أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثاً بأهله". فقلت: يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع؟ قال: "أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، والأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية فقلت: لا تحيا أبداً، ثم أرسل ربك عز وجل السماء فلم تلبث عليك إلا أياماً حتى أشِرفت عليها وهي شربة واحدة، ولعمر إلهك لهو قادر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض، فتخرجون من الأضواء ومن مصارعكم، فتنظرون الله وينظر إليكم". قال: قلت: يا رسول الله فكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه؟ قال: "أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الشمس والقمر آية منه صغيرة، ترونهما ويريانكم، لا تضارون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وتروه منهما إن تروهما ويرياكم لا تضارون في رؤيتهما". قلت: يا رسول الله فما يفعل بنا ربنا عز وجل إذا لقيناه؟ قال: "تُعرضون عليه بادية صحائفكم، لا تخفى منكم خافية فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح قبلكم بها، فلعمر إلهك ما يخطئ وجه أحد منكم منها قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود، ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويفرق على أثره الصالحون، فيسلكون جسراً من النار، فيطأ أحدكم الجمرة فيقول: حس، فيقول ربك عز وجل: وإنه فتطلعون على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم على أظمأ والله ناهلة قط رأيتها، فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى، وتحبس الشمس والقمر فلا ترون منهما واحداً". قلت: يا رسول الله فبم نبصر؟ قال: "بمثل بصرك ساعتك هذه، وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض واجهت الجبال". قلت: يا رسول الله فبم نجزى من سيئاتنا؟ قال: "الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها، إلا أن يعفو". قال: قلت: يا رسول الله أما الجنة أما النار؟ قال: "لعمر إلهك للنار سبعة أبواب، ما منها باب إلا يسير الراكب بينها سبعين عاماً". قلت: يا رسول الله فعلى ما نطلع من الجنة؟ قال: "على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وبفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون، وخير من مثله معه وأزواج مطهرة". قلت: يا رسول الله ولنا فيها أزواج أو منهن مصلحات؟ قال: "الصالحات للصالحين تلذون بهن مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذذن بكم، غير أن لا توالد". قال لقيط: فقلت: أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه؟ قال: قلت: يا رسول الله على ما أبايعك؟ قال: فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال: "على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال المشركين وألا تشرك بالله غيره". قال: قلت: وإن لنا ما بين المشرق والمغرب؟ فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده وبسط أصابعه وظن أني مشترط شرطاً لا يعطينيه، قال: قلت: نحل منها حيث شئنا ولا يجني على امرئ إلا نفسه؟ فبسط يده وقال: "ذلك لك، تحل حيث شئت ولا تجني عليك إلا نفسك". قال: فانصرفنا وقال: "ها إن هذين لعمر إلهك إن حدثت ألا إنهم من أتقى الناس في الأولى والآخرة". فقال له كعب بن الخدارية أحد بني كعب بن كلاب: من هم يا رسول الله؟ قال: "بنو المنتفق أهل ذلك". قال: فانصرفنا وأقبلت عليه، قلت: يا رسول الله هل لأحد فيما مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: فقال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق في النار، قال: فلكأنما وقع حر بين جلدي ووجهي مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله؟ فإذا الأخرى أجهل، فقلت: يا رسول الله وأهلك؟ قال: "وأهلي لعمر الله، ما أتيت على قبر عامري أو قرشي [من مشرك] فقلت: أرسلني إليك محمد أبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار". قلت: يا رسول الله ما فعل بهم ذلك وقد كانوا يحسنون وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال: "ذاك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم - يعني نبياً - فمن عصى نبيه كان من الضالين، ومن أطاع نبيه كان من المهتدين". رواه عبد الله والطبراني بنحوه وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل ورجالها ثقات، والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط: إن لقيطاً. 18352- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياماً أربعين سنة، شاخصة أبصارهم، ينتظرون فصل القضاء". قال: "وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، أن يولي كل أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا، أليس ذلك عدلاً من ربكم؟". قالوا: بلى، قال: "فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، ويقولون ويقولون في الدنيا". قال: "فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون، فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون". قال: "ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويمثل لمن كان يعبد عزيراً شيطان عزيز، ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته". قال: "فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كانطلاق الناس؟ فيقولون: إن لنا لإلهاً ما رأيناه، فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها، قال: فيقول: ما هي؟ فتقول: يكشف عن ساقه". قال: "فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان نظره، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهو سالمون، ثم يقول: ارفعوا رؤوسكم، فيرفعون رؤوسهم، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك، حتى يكون آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة، فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفئ قام". قال: "والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر في النار فيبقى أثره كحد السيف". قال: "فيقول: مروا، فيمرون على قدر نورهم، منهم من يمر كطرفة العين، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس، ومنهم من يمر كشد الرحل، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يجثو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل، وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص، فإذا خلص وقف عليها فقال: الحمد لله فقد أعطاني الله ما لم يعط أحداً إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها". قال: "فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة، فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم، فيرى ما في الجنة من خلل الباب، فيقول: رب أدخلني الجنة، فيقول الله: أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار؟ فيقول: رب اجعل بيني وبينها حجاباً لا أسمع حسيسها". قال: "فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك، كأن ما هو فيه إليه الحلم، فيقول: رب أعطني ذلك المنزل، فيقول له: لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، وأنى منزل أحسن منه؟ فيعطى فينزله، ويرى أمام ذلك منزلاً كأن ما هو فيه إليه حلم، قال: رب أعطني ذلك المنزل، فيقول الله تبارك وتعالى: فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك يا رب، وأنى منزل يكون أحسن منه؟ فيعطاه وينزله، ثم يسكت فيقول الله جل ذكره: ما لك لا تسأل؟ فيقول: رب قد سألتك حتى قد استحييتك، وأقسمت حتى استحييتك، فيقول الله جل ذكره: ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه؟ فيقول: أتهزأ بي وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله. قال: فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث هذا الحديث مراراً، كلما بلغت هذا المكان ضحكت! قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث هذا الحديث مراراً، كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه. قال: "فيقول الرب جل ذكره: لا ولكني على ذلك قادر، سل. فيقول: ألحقني بالناس، فيقول: الحق بالناس، قال: فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة، فيخر ساجداً فيقال له: ارفع رأسك ما لك؟ فيقول: رأيت ربي - أو ترأءى لي ربي - فيقال له: إنما هو منزل من منازلك. قال: "ثم يلقى رجلاً فيتهيأ للسجود له، فيقال له: مه، فيقول: رأيت أنك ملك من الملائكة، فيقول: إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه". قال: "فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر". قال: "وهو من درة مجوفة، سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها، تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء، فيها سبعون باباً، كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة، كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى، في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف، أدناهن حوراء عيناء، عليها سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء حللها، كبدها مرآته وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفاً عما كانت قبل ذلك فيقول لها: والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفاً، وتقول له: وأنت ازددت في عيني سبعين ضعفاً، فيقال له: أشرف، فيشرف فيقال له: ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك". قال: فقال عمر: ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلاً؟ فكيف أعلاهم؟ قال: يا أمير المؤمنين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، إن الله جل ذكره خلق داراً جعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة، ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة، ثم قال كعب: قال: "وخلق دون ذلك جنتين، وزينهما بما شاء، وأراهما من شاء من خلقه، ثم قال: من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد، حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه، فيستبشرون لريحه فيقولون: واهاً لهذا الريح، هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه". قال: ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها، فقال كعب: إن لجهنم يوم القيامة لزفرة، ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه، حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول: رب نفسي نفسي! حتى لو كان لك عمل سبعين نبياً إلى عملك لظننت أن لا تنجو. 18353- وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقوم الناس لرب العالمين أربعين سنة شاخصة أبصارهم، ينتظرون فصل القضاء". قال: فذكر مثل حديث زيد بن أبي أنيسة. رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة. 18354- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا: "إنكم تحشرون إلى بيت المقدس ثم تجتمعون يوم القيامة". رواه البزار والطبراني وإسناد الطبراني حسن. 18355- وعن ابن عباس قال: من شك أن المحشر بالشام فليقرأ أول سورة الحشر: رواه البزار وفيه أبو سعد البقال والغالب عليه الضعف. 18356- وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُحشر الناس فينادي مناد: أليس عدلاً مني أن أولي كل قوم ما كانوا يعبدون؟ ثم ترفع لهم آلهتهم فيتبعونها، حتى لا يبقى أحد غير هذه الأمة، فيقال لهم: ما لكم؟ قالوا: لا نرى إلهنا الذي كنا نعبد، فيتجلى لهم تبارك وتعالى". فقيل لأبي بردة: والله لسمعت أبا موسى يذكر هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: والله الذي لا إله غيره، ثلاث مرات. رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فرات بن السائب وهو ضعيف. 18357- وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحشر هذه الأمة يوم القيامة على ثلاثة أصناف: فصنف يدخلون الجنة بغير حساب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً ويدخلون الجنة، وصنف يجيئون على حمائلهم كأمثال الجبال الراسية، فيقول الله جل وعز للملائكة - وهو أعلم بهم - : من هؤلاء؟ فيقولون: ربنا عبيد من عبيدك كانوا يعبدونك لا يشركون بك شيئاً، فيقول: حطوها عنهم وضعوها على اليهود والنصارى وادخلوا الجنة برحمتي". قلت: له حديث في الصحيح غير هذا. رواه الطبراني وفيه عثمان بن مطر وهو مجمع على ضعفه. 18358- وعن ابن مسعود قال: إنكم مجموعون بصعيد واحد ينفذكم البصر، ويسمعكم الداعي. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رباح النخعي وهو ثقة. 18359- وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يجمع الأمم يوم القيامة، ثم ينزل من عرشه إلى كرسيه، وكرسيه وسع السماوات والأرض". رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك. 18360- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي معي من أمتي يوم القيامة مثل السيل والليل، فتحطم الناس حطمة فتقول الملائكة: لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع سائر الأمم أو الأنبياء". رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. 18361- وعن أبي ذر وأبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأعرف أمتي يوم القيامة من بين الأمم". قالوا: يا رسول الله كيف تعرف أمتك؟ قال: "أعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم سيماهم في وجوههم من أثر السجود، وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم". 18362- وفي رواية: "يسعى بين أيديهم وأيمانهم". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق. 18363- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة، وأنا أول من يرفع رأسه فأنظر إلى بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك". فقال رجل: كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم، فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال: "هم غر محجلون من أثر الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم، وأعرفهم إنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم تسعى ذريتهم بين أيديهم". رواه أحمد والبزار باختصار عنه إلا أنه قال: "وذراريهم نور بين أيديهم". ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق. 18364- وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم الغر المحجلون". رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. قلت: وقد تقدم في كتاب الطهارة أحاديث من نحو هذا الباب. 18365- عن عكرمة قال: كلتا يدي الله يمينان، فيطوي السموات فيأخذهن بيده، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ قال عمر بن حمزة: فحدثت بهذا الحديث سالم بن عبد الله، فقال سالم: أخبرنا عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يطوي الأرضين، ثم يأخذهن بشماله ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟". قلت: حديث ابن عمر في الصحيح باختصار عن هذا. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن حماد سجادة وهو ثقة. 18366- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله: "أرض بيضاء لم يسفك عليها دم ولم يعمل عليها خطيئة". رواه البزار وفيه جرير بن أيوب وهو مجمع على ضعفه. 18367- عن الحسن قال: حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجيء الأعمال يوم القيامة، فتجيء الصلاة فتقول: يا رب أنا الصلاة، فيقول: إنك على خير، وتجيء الصدقة فتقول: يا رب أنا الصدقة! فيقول: إنك على خير، ثم يجيء الصيام فيقول: يا رب أنا الصيام، فيقول: إنك على خير، ثم تجيء الأعمال على ذلك، فيقول الله تبارك وتعالى: إنك على خير، ثم يجيء الإسلام فيقول: يا رب أنت السلام وأنا الإسلام، فيقول الله عز وجل: إنك على خير، بك اليوم آخذ وبك أعطي. قال الله عز وجل في كتابه: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وزاد: فيقول الله: وفيه عباد بن راشد وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. 18368- وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت الناس جمعوا للحساب". رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. 18369- وعن جابر بن عبد الله قال: بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتريت بعيراً ثم شددت عليه رحلي، ثم سرت إليه شهراً حتى قدمت عليه بالشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب، فقال: أين عبد الله؟ قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقني واعتنقته فقلت: حديثاً بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُحشر الله العباد يوم القيامة - أو قال: الناس يوم القيامة - حفاة عراة غُرْلاً بُهْماً". قال: قلنا: وما بهماً؟ قال: "ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الديان، أنا الملك، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة". قال: قلنا: كيف وإنما نأتي عراة غُرْلاً بهماً؟ قال: "الحسنات والسيئات". رواه أحمد ورجاله وثقوا، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال: بمصر. قلت: وقد تقدم حديث المقدام بن معدي كرب وحديث المقداد بن الأسود في باب جامع البعث قبل هذا. 18370- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه وعن حبنا أهل البيت". رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حسين بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جداً وقد وثقه ابن حبان مع أنه يشتم السلف. 18371- وعن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة: عن جسده فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت". قيل: يا رسول الله فما علامة حبكم؟ فضرب بيده على منكب علي رضي الله عنه. رواه الطبراني في الأوسط، وهو عند الترمذي دون قوله: "وعن حبنا أهل البيت". وما بعده. وجعل الرابعة: "وعلمه ماذا عمل به". وفي إسناد الطبراني الحارث بن محمد الكوفي، ويقال له: المعكوف، قال صاحب الميزان: أتى بخبر باطل، وباقيهم ثقات. 18372- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه". رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو بكر الداهري وهو ضعيف جداً. 18373- وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه". رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال الطبراني رجال الصحيح غير صامت بن معاذ وعدي بن عدي الكندي وهما ثقتان. 18374- وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة دعا الله عبداً من عبيده فيوقفه بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله". رواه الطبراني في الصغير وفيه يوسف بن يونس أخو أبي مسلم الأفطس وهو ضعيف جداً. 18375- وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله عز وجل ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان". رواه البزار وفيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك. 18376- وعن عبد الله بن عكيم قال: سمعت عبد الله بن مسعود في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام فقال: ما منكم من أحد إلا أن ربه عز وجل سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر، فيقول: ابن آدم ما غرك بي؟ ابن آدم ما غرك بي؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ ابن آدم ماذا عملت؟ ابن آدم ماذا عملت؟ ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ رواه الطبراني في الكبير موقوفاً، وروى بعضه مرفوعاً في الأوسط: "عبدي! ما غرك بي؟ ماذا أجبت المرسلين؟". ورجال الكبير رجال الصحيح غير شريك بن عبد الله وهو ثقة وفيه ضعف، ورجال الأوسط فيهم شريك أيضا وإسحاق بن عبد الله التميمي ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18377- وعن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم عظم شأن المسألة فقال: "إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم، فيسألهم ربهم تبارك وتعالى فيقولون: ربنا لم ترسل لنا رسولاً، ولم يأتنا لك أمر، ولو أرسلت إلينا رسولاً لكنا أطوع عبادك، فيقول لهم ربهم: أرأيتم إن أمرتكم بأمر أتطيعوني؟ فيأخذ على ذلك مواثيقهم فيقول: اعمدوا لها فادخلوها، فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا (خافوا) فرجعوا، قالوا: ربنا فرقنا منها لا نستطيع أن ندخلها، فيقول: ادخلوها داخرين". فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لو دخلوها أول مرة كانت عليهم برداً وسلاماً". رواه البزار بإسنادين ضعيفين. وقد تقدمت أحاديث في كتاب القدر فيمن مات في الفترة. 18378- وعن الحسن قال: خطبنا أبو هريرة رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليعذرن الله عز وجل إلى آدم عليه السلام يوم القيامة ثلاث معاذير، يقول الله تعالى: يا آدم لولا أني لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والحلف وأوعدت عليه لرحمت اليوم ولدك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب، ولكن حق القول مني لئن كذبت رسلي وعصي أمري لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين. ويقول الله عز وجل: يا آدم إني لا أُدخل النار أحداً ولا أعذب منهم أحداً إلا من قد علمت بعلمي أني لو ردتته إلى الدنيا لعاد إلى شر ما كان فيه ولم يرجع ولم يعتب. ويقول الله عز وجل: يا آدم قد جعلتك حكماً بيني وبين ذريتك، قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم، فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة، حتى تعلم أني لا أدخل النار منهم إلا ظالماً". رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو كذاب. 18379- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يتركه الله. فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك، قال الله: وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضاً حتى يدين لبعضهم من بعض". رواه البزار عن شيخه أحمد بن مالك القشيري ولم أعرفه، وبقية رجاله قد وثقوا على ضعفهم. 18380- وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذنب لا يغفر، وذنب لا يترك، وذنب يغفر. فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذنب الذي يغفر فذنب العبد بينه وبين الله عز وجل، وأما الذنب الذي لا يترك فذنب العباد بعضهم بعضاً". رواه الطبراني في الكبير والصغير وفيه يزيد بن سفيان بن عبد الله بن رواحة وهو ضعيف تكلم فيه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. 18381- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذنب يغفر، وذنب لا يغفر، وذنب يجازى به. فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذنب الذي يغفر فعملك بينك وبين ربك، وأما الذنب الذي تجازى به فظلمك أخاك". رواه الطبراني في الأوسط وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك. 18382- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة: فديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله. فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله، قال الله عز وجل: رواه أحمد وفيه صدقة بن موسى وقد ضعفه الجمهور وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا صدقة بن موسى وكان صدوقاً، وبقية رجاله ثقات. 18383- وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ويل للمالك من المملوك، وويل للمملوك من المالك". رواه البزار وفيه من لم أعرفهم. 18384- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للمالك من المملوك، وويل للمملوك من المالك، وويل للغني من الفقير، وويل للفقير من الغني، وويل للشديد من الضعيف، وويل للضعيف من الشديد". رواه البزار عن شيخه محمد بن الليث وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف، ولم أجده في الميزان، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم يسمع من أنس ورواه أبو يعلى. 18385- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليختمصن كل شيء يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا". رواه أحمد وإسناده حسن. 18386- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده ليختصمن يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا". رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه وإسناده حسن. 18387- وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول خصمين يوم القيامة جاران". رواه أحمد بإسناد حسن. 18388- وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته، والله ما يتكلم لسانها ولكن يدها ورجلاها تشهدان عليها بما كانت تعيب لزوجها، وتشهد يداه ورجلاه بما كان يوليها، ثم يدعى الرجل وخدمه فمثل ذلك، ثم يدعى أهل الأسواق وما يوجد ثم دوانيق ولا قراريط، ولكن حسنات هذا تدفع إلى هذا الذي ظُلم، وسيئات هذا الذي ظلمه توضع عليه، ثم يؤتى بالجبارين في مقامع من حديد فيقال: أوردوهم إلى النار، فوالله ما أدري يدخلونها أو كما قال الله تعالى: رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وهو ضعيف وقد وثقه سعيد بن منصور وقال: كان مالك يرضاه، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18389- وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يبعث الله يوم القيامة عبداً لا ذنب له فيقول: بأي الأمرين أحب إليك أن أجزيك؟ بعملك أو بنعمتي عندك؟ قال: رب إنك تعلم أني لم أعصك! قال: خذوا عبدي بنعمة من نعمي، فلا تبقى له حسنة إلا استغرقتها تلك النعمة، فيقول: يا رب نعمتك ورحمتك، فيقول: بنعمتي ورحمتي. ويؤتى بعبد محسن في نفسه لا يرى أن له ذنباً، فيقال له: هل كنت توالي أوليائي؟ قال: كنت من الناس سلماً، قال: فهل كنت تعادي أعدائي؟ قال: يا رب لم يكن بيني وبين أحد شيئاً، فيقول الله عز وجل: لا ينال رحمتي من لم يوال أوليائي ويعاد أعدائي". رواه الطبراني وفيه بشر بن عون وهو متهم بالوضع. 18390- وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى بالمليك والمملوك والزوج والزوجة فيحاسب المليك والمملوك والزوج والزوجة، حتى يقال للرجل: شربت يوم كذا وكذا على لذة، ويقال للزوج: خطبت فلانة مع خطاب فزوجتكها وتركتهم". رواه البزار من رواية سعيد بن مسلمة الأموي عن ليث بن أبي سليم وكلاهما ضعيف وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18391- وعن ابن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نوقش الحساب هلك". رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار والكبير رجال الصحيح وكذلك رجال الأوسط غير عمرو بن أبي عاصم النبيل وهو ثقة. 18392- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له، يرى المسلم عمله في قبره ويقول الله عز وجل: رواه أحمد وفيه ابن لهعية وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18393- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العار والتخزية تبلغ من ابن آدم يوم القيامة ما يتمنى العبد أن يؤمر به في النار". رواه أبو يعلى وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه. قلت: وقد تقدم حديث ابن مسعود في شدة يوم القيامة أن هذا في حق الكافر. 18394- وعن أنس - يرفعه - قال: "ملك موكل بالميزان، فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان، فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً". رواه البزار وفيه صالح المري وهو مجمع على ضعفه. 18395- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة فتنصب بين يدي الله تبارك وتعالى، فيقول تبارك وتعالى: ألقوا هذه واقبلوا هذه، فتقول الملائكة: وعزتك ما رأينا إلا خيراً، فيقول الله عز وجل: إن هذا كان لغير وجهي، وإني لا أقبل اليوم إلا ما ابتغي به وجهي". 18396- وفي رواية: "فتقول الملائكة: وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل! قال: صدقتم إن عمله كان لغير وجهي". رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح، ورواه البزار. 18397- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة يعبدون الله خالصاً، وفرقة يعبدون الله رياء، وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس، فإذا جمعهم الله يوم القيامة قال للذي كان يستأكل الناس: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ فيقول: وعزتك وجلالك أستأكل به الناس، قال: لم ينفعك ما جمعت شيئاً تلجأ إليه، انطلقوا به إلى النار. ثم يقول للذي كان يعبد رياء: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال: بعزتك وجلالك رياء الناس، قال: لم يصعد إلي منه شيء، انطلقوا به إلى النار. ثم يقول للذي كان يعبده خالصاً: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال: بعزتك وجلالك أنت أعلم بذلك مني، أردت به ذكرك ووجهك، قال: صدق عبدي، انطلقوا به إلى الجنة". رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن إسحاق العطار وقد ضعفه الجمهور ورضيه أبو حاتم الرازي ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. 18398- وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم، فقيل له: هؤلاء جيرانك يشهدون عليك، فيقول: كذبوا، فيقول: أهلك وعشيرتك فيقول: كذبوا، فيقول: احلفوا، فيحلفون، ثم يصمتهم الله، وتشهد ألسنتهم ثم يدخلهم النار"ز رواه أبو يعلى بإسناد حسن على ضعف فيه. 18399- وعن عقبة بن عامر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه فخذه من الرجل الشمال". رواه أحمد والطبراني وإسنادهما جيد. 18400- وعن معاوية بن حيدة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لي أمسك بحجزكم عن النار؟ ألا إن ربي عز وجل داعي، وإنه سائلي: هل بلغت عبادي؟ وإني قائل: رب إني قد بلغتهم، فليبلغ الشاهد منكم الغائب، ثم إنكم مدعوون مفدمة أفواهكم بالفدام (ما يشد على فم الإبريق أو الكوز من خرقة لتصفية الشراب، أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم) إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه". قلت: يا نبي الله هذا ديننا؟ قال: "هذا دينكم وأينما تحسن يكفك". رواه أحمد في حديث طويل ورجاله ثقات.
|